الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
فـ (الكعب) معطوف على (ها) في (بينها)، وقول الآخر (1):
هذا، وليس من العطف على مماثل قراءة ابن جماز قوله تعالى: {تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة} (2) لأن المضاف المحذوف ليس معطوفا وليس مماثلا للمذكور بل هو مقابل في تقدير من قدر: باقي الآخرة، أو ثواب الآخرة، أو عمل الآخرة (3) أما من قدره: عرض الآخرة على سبيل التقابل (4) فهو مماثل للمذكور، لكنه ليس معطوفا عليه وإنما هو بعض المعطوف، وهو الجملة. ووجه نزع المضاف في الآية وإبقاء المضاف إليه مجرورا يوضحه ابن جني بأنه لما " جرى ذكر العرض صار كأنه أعاده ثانيا... ولعمري إنه إذا نصب فقال على قراءة الجماعة: {والله يريد الآخرة} فإنما يريد: عرض الآخرة إلا أنه يحذف المضاف ويقيم المضاف إليه مقامه، وإذا جر فقال: {يريد الآخرة} صار كأن العرض في اللفظ موجود لم يحذف، فاحتمل ضعف الإعراب تجريدا للمعنى وإزالة للشك أن يظن ظان أنه يريد الآخرة إرادة مرسلة هكذا" (5).أن يكون المضاف المحذوف المسبوق بمثله بدلا مطابقا، والمانع من أن يقوم المضاف إليه مقامه خروج البدل عن صوره المشهورة، وذلك نحو قول الشاعر (6): - - - - - - - - - -(1) البيت لجرير في: ذيل الأمالي: 140، وليس في: ديوانه، ولا شرح ديوانه، وبلا نسبة في: سمط اللآلي: 2 /899، وشرح الكافية الشافية: 3 /1254، والبحر المحيط: 5 /348.(2) الأنفال: 64 وينظر تخريج القراءة المذكورة: 31.(3) ينظر: البحر المحيط: 5 /353، وشرح ابن عقيل: 1 /39، وشرح التصريح: 2 /56، والبهجة المرضية: 1 /413 وهمع الهوامع: 2 /430، وحاشية ياسين على الألفية: 1 /410.(4) ينظر: التبيان: 2 /632.(5) المحتسب: 1 /397- 398.(6) سبق تخريجه: 64. النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 486- مجلد رقم: 1
|